السبت، أيار ٢٩، ٢٠١٠

هناك .. هنا ..




لطالما حركت فيَّ كلمة " أسطول " انقباضاً خاصاً ... ربما لأنها تجمع بين البحر بكل غياباته .. و السطوة بكل معاركها .. لكنني اليوم .. أطلق "أسطول حرية" في ذهني .. موازياً تماماً لذاك المتجه إلى "غزة"..
أراهم هناك .. يتهادون بسمات حين ينظرون إلى وراء .. و أغنيات مصقولة حين تعبر خيالاتهم -كاملة الاوصاف- ملح البحر ..
متجاوزين كل الأحاسيس المُعلَّبة .. يلتحقون بِرَكْب مُصَمَّم فعلاً .. مُصَمَّم جداً .. كي يكون قلباً صغيراً ينبض ببدائية الحرية .. وبساطة الأمل ..
إنهم هناك في حيز لا يتسم إلا بالزرقة .. زرقة مائية تسير بهم .. وزرقة سماوية تسير لهم .. يحملون بيوتاً جاهزة للحب .. أدوية .. أجهزة .. أغذية .. تَعِد بحياة " طبيعية " لأناس فوق الطبيعة ...
إنهم هناك ... أنا هنا ... أغبطهم .. أخاف عليهم .. أرجو لهم .. أرجو منهم .. وأنتظر...



الجمعة، أيار ٠٧، ٢٠١٠

ملابسات .. أبي الحروف ..




كانت تفتقد - وهي الطفلة المولعة بالقصص- شخصاً يجند نفسه ليروي لها كل الحكايا الحربائية اللون...
ومهما استحثت أبويها كي يكونا ذلك الشخص .. لم تجد منهما إلا ضيقا بذلك الدور .. لذلك اتخذت من التلفاز صديقاً يحكي.. حين يريد .. وحين تريد ...
ثم حصلت على "القراءة" .. أجمل الألعاب على الإطلاق... كان ذلك في عامها الخامس.. بعدها جاء هو.. "أبو الحروف" ... تعرفت عليه في ظروف غامضة ... هو أقوى من الشدة .. وأهدأ من السكون ... وهي أضعف من أن تتركه .. تجلس أمامه بسكون ...


في السادسة... استحالت "القراءة" واجبا لذيذا.. وأصبحت تهجئة الكلمات الجديدة .. الطويلة.. اللولبية.. مهمة سهلة..بل سهلة جدا.. لا تحتاج فيها طول المَدة.. ولا حدة السين.. هي إذن أبرع من "أبي الحروف".. نتيجة وصلتها بتلقائية..لكنها كانت تكره "خربوط" على أي حال..


لم يعد للتهجئة مكان في عامها السابع... هي الآن تحلل الكلمات .. تفككها .. تبعثرها كمكعبات اللعب .. تيقن تماما أن "الشدّة" هي حرف آخر متنكر بثوب "حركة" ... وتيقن أيضا أن "أبا الحروف" لا يعرف ذلك .. هي الآن أكبر من أبي الحروف.. وهو الآن ..ذكرى طفولة أمية..

بعد سنين مشغولة.. مشغولة.. في عشرينياتها .. تستقبل الأفق علها ترى أبا حروف واحدا... بين كل هؤلاء "الخرابيط"..




LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...