الجمعة، آذار ٢٦، ٢٠١٠

لعبة...




كان يوما صيفيا باقتدار... يجر بتحامل أثقال الحر وطول المشوار... ويشدني كطفلة في السادسة إلى التراوح بين الإغماء واليقظة...
الطريق سريع... أنا أتوسط أختاي الصغيرتان في المقعد الخلفي للسيارة .. أمي صامتة ..أو ربما كانت تتحدث إلى أبي السائق بصوت لا أسمعه.. بحكم نوبات الإغماء...
هي الصورة ذاتها التي نمت في حضنها طول الطريق... إلى أن مزقتها أصوات عنيفة... جعلتني أفرج عن بصري ليصطدم بأختي ذات الثلاثة أعوام... متعلقة بباب السيارة المفتوح .. ومحلقة في الهواء.. تفترش وجهها ابتسامة لم أرها من قبل..

صرختُ باسمها منبهة أبي الذي توقف سريعا.. وأنزلها فزعاً... سقاها الماء وهي بين ذراعي أمي التي شرعت في الحمد لله والبكاء..
وحين اطمأنا إلى أنها بخير.. لم تكن قد غابت عني ابتسامتها بعد.. وعرفتُ أنها قد اخترعت لعبة رائعة لم أجربها.. لذلك وحين أراد أبي إعادتنا إلى السيارة ..
قلت له: دَوْري..!!! ولولا نظرة الغضب المخلوطة بالفزع الطازج التي كساني بها... لكررتُها...


قد تبدو قصة منسوجة بخيال طفلة تحلم بالطيران ... لكنها حصلت بالفعل... بل وتحصل كل يوم .. لكنني في النسخ المحدثة اليومية للقصة ... لا أصرخ بأسماء إخوتي المتشبثين بعربات الحياة ... ولا أنبه سائقي العربات لأنهم لا يسمعون.. ولا أجد لي دورا في اللعبة...






هناك ١٠ تعليقات:

  1. اسلوبك يشد القارئ وفيه روحا تداعب روح الستمع وكيف لا وانت تتحدثين عن واقعا عشتيه

    ردحذف
  2. حلوة اوى يا عبير بجد شدنى البوست ده وانا بقرأه تحياتى ايكى وكونى بخير

    ردحذف
  3. أسلوبك رائع و فكرة القصة جميلة جدااا
    إستمرى يا جميلة :)

    ردحذف
  4. ايه السلسه دى في الوصول
    احييكى علي كله صراحتآ

    اجدها معبره اوى عن اشياء كتير

    تحياتى لكى

    ردحذف
  5. انا اعتقد ان المعنى يكمن في ارخ سطرين من التدوينة و عاشت الايادي جميلة و لها معنى ضمني رائع

    ردحذف

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...